جـــــــــــــــــــــــدد.. حيـــــــــــــــــــــاتــــــــــــــــك
مرحبا بكم إخوانى الزائرين نرجو لكم المتعة والإستفادة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـــــــــــــــــــــــدد.. حيـــــــــــــــــــــاتــــــــــــــــك
مرحبا بكم إخوانى الزائرين نرجو لكم المتعة والإستفادة
جـــــــــــــــــــــــدد.. حيـــــــــــــــــــــاتــــــــــــــــك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـــــــــــــــــــــــدد.. حيـــــــــــــــــــــاتــــــــــــــــك

منتدى متنوع يتناول كل قضايا المجتمع مع مراعاة الآداب العامة والسلوكيات القويمة


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

مشروع النماذج القرانية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1مشروع النماذج القرانية Empty مشروع النماذج القرانية الأربعاء يونيو 02, 2010 1:31 pm

أم منـة

أم منـة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :
يقول ربنا (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ)(البقرة:78) لقد كان اليهود يحفظون التوراة ولا يعلمون ما استودع الله تعالى فيها من الحكم والعبر، فوصفهم الله تعالى بأنهم ليس لديهم حظ من ذلك إلا الأمانىّ، والأمانىّ معناها : التلاوة .
وقال ربنا : (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً )(الجمعة: من الآية5) يقول الإمام أبوبكر الطرطوشى تعليقا على هذه الآية : فشبه تعالى القرآن عن غير أن يفهمه كمثل الحمار يحمل أسفارا .. فدخل فى عموم هذا من يحفظ القرآن من أهل ملتنا ثم لا يفهمه ولا يعمل به .
ويقول : ومما ابتدعه الناس فى القرآن الاقتصار على حفظ حروفه دون التفقه فيه .. وسئل الإمام مالك عن صبى ابن سبع سنين جمع القرآن فقال : "ما أرى هذا ينبغى" وإنما وجه إنكاره ما تقرر فى الصحابة رضى الله عنهم من كراهية التسرع فى حفظ القرآن دون التفقه فيه
وعن سهل بن سعد الساعدى قال : بينما نحن نقترئ إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "الحمد لله كتاب الله واحد وفيكم الأخيار، وفيكم الأحمر والأسود، اقرأوا القرآن، اقرأوا، قبل أن يأتى أقوام يقرأونه يقيمون حروفه كما يقام السهم لا يجاوز تراقيهم، يتعجلون أجره ولا يتأجلونه"
ويقول عبدالله بن مسعود رضى الله عنه : كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن .
وفى هذا المعنى يقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه لا يغرركم من قرأ القرآن إنما هو كلام نتكلم به، ولكن انظروا من يعمل به .
ولقد أتى رجل إلى أبى الدرداء يقول له : إن ابنى جمع القرآن، فقال أبو الدرداء : اللهم اغفر، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع .
لقد كان أمر القرآن وكيفية التعامل معه واضح تمام الوضوح عند هؤلاء، فقد كانت قضية العمل بما يتعلمونه من القرآن لا يختلف عليها اثنان منهم، لهذا – كما يقول ابن تيمية – كانوا يبقون مدة فى حفظ السورة .
قال أنس : كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جل فى أعيننا .
ولقد ظل عمر بن الخطاب يتعلم ويحفظ فى سورة البقرة اثنتى عشر سنة، فلما أتمها نحر جزورا، وهذا ابنه عبدالله يتعلمها فى ثمانى سنوات .
نعم أخى، كان هذا هو حال الصحابة مع حفظ القرآن، وإن كنت فى شك من هذا فتأمل معى قول عبدالله بن عمر رضى الله عنه : "كنا صدر هذه الأمة وكان الرجل من خيار أصحاب رسول الله صلى الله علبه وسلم ما معه إلا السورة من القرآن أو شبه ذلك، وكان القرآن ثقيلا عليهم ورزقوا العمل به، وإن آخر هذه الأمة يخفف عليهم القرآن حتى يقرأه الصبى والأعجمى فلا يعملون به .
وكيف لا يكون الأمر كذلك وقد سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله "أكثر منافقى أمتى قرّاؤها" وقوله " ... والقرآن حجة لك أو عليك" ؟!
البنا على الدرب :
ومن أقول الإمام الشهيد فى هذا المعنى :
لم ينزّل القرآن من علياء السماء على قلب محمد صلى الله عليه وسلم ليكون تميمة يُحتجب بها، أو أورادا تقرأ على المقابر وفى المآتم، أو ليكتب فى السطور، ويحفظ فى الصدور، أو ليحمل أوراقا ويهمل أخلاقا، أو ليُحفظ كلاما ويُهجر أحكاما .. وإنما نزل ليهدى البشرية إلى السعادة، والخير ( قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ، يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(المائدة:15-16)
وتأمل أخى قوله : فليس المقصود من القرآن مجرد التلاوة، أو التماس البركة، وهو مبارك حقا، ولكن بركته الحقيقية فى تدبره، وتفهم معانيه ومقاصده، ثم تحقيقها فى الأعمال الدينية والدنيوية على السواء، ومن لم يفعل ذلك، واكتفى بمجرد التلاوة بغير تدبر ولا عمل، فإنه يُخشى أن يحقّ عليه الوعيد الذى يرويه البخارى عن حذيفة – رضى الله عنه - : "يا معشر القراء : استقيموا فقد سبقتم سبقا عظيما، وإن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا"
وبعد :
فمما لاشك فيه أن القارئ للأقوال السابقة ومثلها يجد فى نفسه رغبة وحنينا إلى التعامل الصحيح مع القرآن، والاستفادة منه بالشكل الذى يحقق الهدف الأسمى من نزوله، بل ويستشعر خطورة التعامل السائد مع القرآن فى عصرنا والذى يركز على الكم والشكل دون المضمون والعمل .
من هنا كان التقدم بهذا المشروع "صناعة النماذج القرآنية" نسأل الله عز وجل أن يجعله مشروعا مباركا، وأن يكتب له ولمثله التأييد والقبول إنه ولى ذلك والقادر عليه "سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا"

المعجزة الكبرى :
القرآن الكريم هو أعظم معجزة نزلت من السماء، والسر الأعظم لإعجازه يكمن فى قوة تأثيره على القلوب، فإن كانت المعجزات السابقة حسية تشاهد بالأبصار، فإن معجزة القرآن تشاهد بالبصيرة، ويشعر بها من يتعرض لها، ويكفيك فى هذا أن مشركى مكة قد أقروا بها حين استمعوا إلى القرآن فقال أحدهم وهو الوليد بن المغيرة : إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر ..، ولولا الكبر والعناد والحرص على مصالحهم فى الكفر لأسلموا .
ومع الأخذ فى الاعتبار أن للقرآن أوجه إعجاز متعددة – كالبيانى والغيبى والتشريعى، إلا أن سر إعجازه الأعظم – كما يقول الإمام الخطابى – هو صنيعه بالقلوب، وتأثيره فى النفوس.
إن من أهم وظائف القرآن الكريم هو بيانه للطريق الموصل إلى الله وجنته، أو بمعنى آخر "الهداية" فالقرآن ( هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )(البقرة: من الآية185)
وهذا ما أدركه نفر الجن الذى استمعوا إلى بعض آياته (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ )(الجـن: من الآية13)
ولا يكتفى القرآن بيان الطريق الموصل إلى الله وجنته، بل يولد فى قارئه طاقة، وقوة دافعة تقوده لسلوك طريق الهدى، من خلال قوة تأثيره على المشاعر، والتى تحول القناعات العقلية التى تقدمها الآيات إلى إيمان يرسخ فى القلب ويترجم إلى عمل وسلوك، لذلك فالقرآن ليس هدى فقط، بل ( هُدىً وَشِفَاءٌ )(فصلت: من الآية44) يعرف الناس بالصراط، ويأخذ بأيديهم إليه (يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(المائدة:16)
الجيل القرآنى :
عندما أدرك الصحابة – رضوان الله عليهم – قيمة القرآن وأحسنوا التعامل معه كانت النتيجة أن قام القرآن بدوره معهم على أحسن وجه، وصنع منهم جيلا ربانيا لم تشهد له البشرية مثيلا ..
يقول الأستاذ سيد قطب فى كتابه مقومات التصور الإسلامى : "لقد كنت – وأنا أراجع سيرة الجماعة المسلمة الأولى – أقف أمام شعور هذه الجماعة بوجود الله – سبحانه – وحضوره فى قلوبهم وفى حياتهم، فلا أكاد أدرك كيف تم هذا ؟
كيف أصبحت هذه الحقيقة تأخذ عليهم الفجاج والمسالك والاتجاهات والآفاق، بحيث تواجههم حثما اتجهوا، وتكون معهم أينما كانوا وكيفما كانوا ..
كنت أدرك طبيعة وجود هذه الحقيقة وحضورها فى قلوبهم وفى حياتهم ولكنى لم أكن أدرك كيف تم هذا ؟! حتى عدت إلى القرآن أقرؤه على ضوء موضوعه الأصيل .. تجليّة حقيقة الألوهية وتعبيد الناس لها وحدها بعد أن يعرفوها .. وهنا فقط أدركت كيف تم هذا كله !
أدركت – ولا أقول أحطت – سر الصناعة !
عرفت أين صنع ذلك الجيل المتفرد فى تاريخ البشرية وكيف صنع !
إنهم صنعوا ها هنا ! صنعوا بهذا القرآن ! بهذا المنهج المتجلى فيه ! بهذه الحقيقة المتجلية فى هذا المنهج ! حيث تحيط هذه الحقيقة بكل شئ، وتغمر كل شئ، ويصدر عنها كل شئ، ويتصل بها كل شئ، وتكيف بها كل شئ .
بهذا كله وجدت – فى الأرض وفى دنيا الناس – حقيقة أخرى .. حقيقة "الربانية" متمثلة فى ناس من البشر .. وجد "الربانيون" الموصولون بالله، العائشون بالله، ولله، الذين ليس فى قلوبهم وليس فى حياتهم إلا الله .
... وحينما وجدت حقيقة "الربانية" هذه فى دنيا الناس، ووجد "الربانيون" الذين هم الترجمة الحية لهذه الحقيقة .. حينئذ انساحت الحواجز الأرضية، والمقررات الأرضية، والمألوفات الأرضية .. ودبت هذه الحقيقة على الأرض .. وصنع الله ما صنع فى الأرض وفى حياة الناس، بتلك الحفنة من العباد .
وبطلت الحواجز التى اعتاد الناس أن يروها تقف فى وجه الجهد البشرى وتحدد مداه، وبطلت المألوفات التى يقيس بها الناس الأحداث والأشياء ..
ووجد الواقع الإسلامى الجديد، وولد معه الإنسان الحقيقى الجديد ..
الشيطان والقرآن :
فإن كان للقرآن هذا التأثير العظيم والفذ، والذى رأينا آثاره على الجيل الأول، فإن نتيجة وجوده واستمرار عمله بين الناس من شأنه أن يفسد مخططات الشيطان فى إضلال الناس وسوقهم إلى النار، لذلك كان من المتوقع ألا يترك الشيطان هذه الأمة ليلتقى أبناؤها بالقرآن، ويتزودوا من أنواره وإيمانه، ومن ثم يتحصنوا من كيده، ويسيروا وفق ما يحبه الله ويرضى، بل وينطلقوا فى أرجاء الأرض حاملين معهم مصابيح الهدى لسائر الناس .
وفى الوقت ذاته فإن الشيطان لا يمكنه تحريف القرآن لأن الله عز وجل قد تكفل بحفظه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(الحجر:9) ولا يمكن كذلك أن يدعو المسلمين لنبذ كتابهم بالكلية لأنه رمزهم، ورسالة نبيهم ..
فماذا فعل الشيطان ؟ :
فعل شيئا غاية فى الخطورة، فقد كان مدخله ومخططه هو استدراج المسلمين وإبعادهم شيئا فشيئا عن الانتفاع الحقيقى بالقرآن، وفى الوقت ذاته يستمر اتصالهم به وتعاملهم معه من الناحية الشكلية حتى يخمد فى نفوسهم أى تأنيب للضمير بهجر كتابهم العظيم المقدس ..
يبعدهم عن حقيقة المعجزة القرآنية وجوهرها ودائرة تأثيرها، ويشغلهم بلفظ القرآن فقط، فيجتمع له بذلك ما يصبوا إليه وهو : أن يصبح القرآن موجودا بين المسلمين من الناحية الشكلية، وأن يكون غائبا من الناحية الحقيقية، ومن ثم لا يمكن لأحد أن يفكر فى أن القرآن بات مهجورا غائبا .
فعندما تنتشر المصاحف فى كل مكان، وتبث الإذاعات آياته ليل نهار، وفى حين تقوم المدارس، والحلقات، والكتاتيب، والكليات بتخريج عشرات الآلاف من الحفاظ، والمسلمون ينكبون على قراءته بحناجرهم فقط فى رمضان، وفى غير رمضان فيتنافسون على ختمه مرات ومرّات بغية تحصيل أكبر قدر من الحسنات ...
عندما يكون هذا وغيره من مظاهر الاهتمام الشكلى بالقرآن هو السائد بيننا، فهيهات أن تجد آذانا صاغية لمن يدعو إلى العودة الحقيقية للقرآن وإلى قدرته الفذة على إنشاء الإيمان وتغيير السلوك .. وهذا هو ما يريده الشيطان تماما .
تلبس إبليس :
لقد نجح الشيطان فى إبعاد الأمة عن الانتفاع الحقيقى بالقرآن، وهذا لم يتم بين يوم وليلة، بل تتابعت خطواته، وتعددت وسائله، وكثرت مصايده، فكان من تلبيساته إيهام المسلمين بأن أهل القرآن هم حفاظ حروفه دون ربط ذلك بالعمل به، لينكب كل من يحب القرآن على حفظ ألفاظة فى أسرع وقت ممكن، ومن ثم تتمكن من عقله ومشاعره عقيدة بأنه من أهل القرآن، وبالتالى تضعف وتخبو داخله أى رغبة أو شعور بالاحتياج إلى جوهر القرآن، فيكفيه ما فعله، والجهد الذى بذله، بل ويوهمه الشيطان بأنه هو المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم : يقال لصاحب القرآن يوم القيامة، اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل فى دار الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها"
مع أنه لو نظر إلى سلوكه وواقعه لوجد فيه من المخالفات الكثير، إلا أن الشيطان يوهمه بأن حفظ القرآن سيدفع عنه كل هذا .
دليل عملى :
ويكفيك دليلا على أن ما نفعله مع القرآن ينقصه الكثير والكثير، وأن حفظه بهذا الشكل السائد الآن لا يخدم الأمة بالشكل المطلوب، تلك المسابقات العديدة لحفظ القرآن التى تنظمها الدول وترعاها الحكومات التى تحارب الإسلام جهارا نهارا، وتزج بدعاته فى غياهب السجون، وتكمم الأفواه وتجفف المنابع .
فإن قلت ولماذا يقيمون تلك المسابقات إذن ؟
لأنهم قد علموا واطمأنوا بأن المسلمين بالفعل لم يعودوا ينتفعون بالقرآن على الوجه الذى يصلحهم ويزكيهم، وفى نفس الوقت فإن إقامتهم لهذه المسابقات ورصدهم الجوائز الضخمة لها من شأنه أن يُحسِّن صورتهم أمام شعوبهم، فيظهرون بصورة محبى الدين والقرآن وخدامه .. ومن المضحكات المبكيات أننى كنت أسير فى شهر رمضان الماضى فى أحد ميادين القاهرة فلفت نظرى لافتة كبيرة تتحدث عن عضو مجلس الشعب وهو (مسيحى) يدعو فيها أبناء الدائرة إلى شهود حفل لتوزيع جوائز مسابقة حفظ القرآن التى نظمها لأبناء دائرته فى رمضان .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .
الدافع لتقديم المشروع :
أكرم الله عز وجل كاتب هذه السطور، وتفضل عليه بما لا يستحقه، بأن وجهه، وأراه هذا الكنز المهجور، وكان ذلك من قرابة العشر سنوات، وحتى لا ينقل للناس تجربة شخصية لأثر القرآن العظيم فى حياته فيكون التقييم شخصيا وليس موضوعيا فلقد آثر أن يوثق ذلك ويقدم مشروعا متكاملا، فعكف على الإطلاع على عشرات الكتب والمراجع التى تناولت موضوع القرآن الكريم فوجد فى الكثير منها ما جعل يقينه يزداد أكثر وأكثر فى ضرورة التعامل مع القرآن على حقيقته ككتاب هداية وتغيير، وأن الشيطان قد استدرج الأمة حتى وصل بها إلى هذا التعامل الشاذ مع كتابها .
ومع هذا الإطلاع كان النظر فى سير المصلحين فوجد أن أكبر عامل أثرّ فى حياتهم هو تعاملهم الصحيح مع القرآن، ويقف على رأس هؤلاء إمامنا الرجل القرآنى "حسن البنا" الذى كان يقول لإخوانه : أنتم لستم جمعية خيرية ولا حزبا سياسيا، ولا هيئة موضعية لأغراض محدودة المقاصد، ولكنكم روح جديد يسرى فى قلب هذه الأمة فيحييه بالقرآن .
وكذلك العلامة الربانى : سيد قطب أحد النماذج القرآنية الفذة، فمن أقواله : الحياة فى ظلال القرآن نعمة لا يعرفها إلى من ذاقها، نعمة ترفع العمر، وتباركه، وتزكيه .. والحمد لله، لقد منّ الله علىَّ بالحياة فى ظلال القرآن فترة من الزمن ذقت فيها من نعمته ما لم أذقه قط فى حياتى "
ومن المصلحين كذلك الذين صنعهم القرآن : بديع الزمان النورسى، ومحمد إقبال الذى كان يقول عن القرآن : إنه ليس بكتاب فحسب، إنه أكثر من ذلك، إذا دخل فى القلب تغير الإنسان، وإذا تغير الإنسان تغير العالم .
ليس بجديد :
بعد أن ازداد اليقين، وتأكدت الرؤية، أصبح هم كاتب هذه السطور متجها نحو كيفية نقل هذا الخير لإخوانه أولا وللمسلمين أجمعين بعد ذلك، فكانت الكتابات المتعددة عن القرآن العظيم وكيف يمكنه أن ينهض بالأمة .
ومع الكتب التى صدرت كان هناك بعض الجهد فى الدلالة على هذا الكنز المهجور فبعض من كانت لديهم رغبة فى ذلك، وبفضل من الله عز وجل كانت النتيجة مثمرة وبدأت شمس القرآن تشرق فى قلوبهم بعد أن أحسنوا التعرض لها، وظهر أثر ذلك بصورة إيجابية على سلوكهم الشخصى، ومحيطهم الدعوى .
ليس بجديد ..
والجدير بالذكر فى هذا المقام أن هذا المشروع ليس بجديد، بل هو مشروع الدعوة الإسلامية منذ بدايتها، ولقد أفاض الأستاذ سيد قطب فى بيان ذلك فى فصل "جيل قرآنى فريد" فى كتاب معالم فى الطريق .
والمقصد من ذلك التأكيد بأننا لم نأت بجديد، كل ما فى الأمر هو الاجتهاد فى تحويل صرخات التحذير التى أطلقها المصلحون عن هجر القرآن إلى واقع، وإلا فماذا تقول فى هذا الكلام الذى كتبه الإمام حسن البنا عام 1943 تحت عنوان "نفوسنا التى يجب أن تتغير" : حين أنزل الله القرآن على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وقرأه هذا النبى الكريم على الأمة العربية حينذاك، عمل فى نفوسهم عمل السحر، وبلغ أثره أعماق هذه القلوب، وتغلغل فى حنايا الضلوع، وتمكن من مكامن الأرواح، وبدَّل الله به هذه الأمة خلقا آخر، فكان البون بعيدا، والفارق عظيما بين الأمة العربية فى جاهليتها وإسلامها .
ولقد أثر القرآن فى نفوس المشركين والمؤمنين على السواء، ولكن أثره فى نفوس المشركين كان أثرا وقتيا سلبيا، وكانوا يفرون منه، ويضعون الحوائل فيما بينهم وبينه، ويقول بعضهم لبعض ( لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ)(فصلت: من الآية26)
أما المؤمنون فكانوا ( يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ )(الزمر: من الآية18)
فكان أثر القرآن فى نفوسهم دائما إيجابيا، بدلهم وغيّرهم، وحولهم من حال إلى حال، ودفعهم إلى كرائم الخصال، وجلائل الأعمال .
وها هو القرآن الكريم يتلى علينا ويقرأ بين ظهرانينا، فهل تغيرت نفوسنا وانطبعت عليه أخلاقنا، وفعل فى قلوبنا كما كان يفعل فى قلوب أسلافنا ؟! لا أيها الإخوان .. لصد صرنا نقرأ القرآن قراءة آلية صرفة، كلمات تتردد، ونغمات تتعدد، ثم لا شئ إلا هذا، أما فيض القرآن وروحانيته، وهذا السيال الدافق من التأثير القوى الفعال، فمن بيننا وبينه حجاب، ولهذا لم تكن صورة من النسخة الأولى التى تأثرت بالقرآن وتبدلت نفوسها به، وها نحن الآن نريد أن نقتدى بهذا السلف، ونريد أن تنهض من جديد فى نفوس المسلمين وشعوب المسلمين : أمة القرآن، ودولة القرآن .. إن تحويل هذا الكلام إلى واقع يحتاج إلى جهد كبير يبدأ بوجود نواة لنماذج قرآنية تشع فى أنحاء الأمة .. وهذا هو هدف المشروع ..
فرصة تاريخية :
ولا يبالغ من يقول بأننا الآن أمام فرصة تاريخية لتحويل هذا الكلام إلى واقع عملى، وكيف لا ونحن جميعا نرى مدى انتشار الكتاتيب، وحلقات التحفيظ، ونلمس حرص الكثير من المسلمين على تحفيظ أولادهم للقرآن .. فالوعاء موجود، والإقبال كبير، وما علينا إلا أن نوجه تلك العاطفة التوجيه الصحيح ..
هدف المشروع
إن الهدف الذى يسعى هذا المشروع إلى تحقيقه هو :
ظهور نماذج قرآنية عملية يتمثل فيها القرآن قولا وعملا، وفهما وسلوكا لتقوم هذه النماذج بعد ذلك بالعمل فى المراكز والحلقات القرآنية فى الكتاتيب والمساجد والمدارس فيتخرج من تحت أيديها نماذج قرآنية جديدة وهكذا ..
نقطة البداية ..
ونقطة البداية فى الوصول لهذا الهدف تتمثل فى الاستقرار على النوعية الجيدة التى تصلح لهذا الأمر، ثم إعدادها لهذه المهمة من خلال دورة تستغرق عاما متواصلا يتخلله بعض الإجازات القصيرة ..
المواصفات المطلوب توافرها لمن يلتحق بالدورة :
1. أن يكون ممن يقوم بالتحفيظ فى إحدى الحلقات القرآنية (كتاتيب – مساجد – مدارس – بيوت)، أو تكون لديه رغبة فى امتهان هذا العمل فى المستقبل القريب .
2. أن يكون قارئا جيدا للقرآن من حيث النطق السليم للحروف والحركات، والالتزام بالحد الأدنى لقواعد التجويد .
3. ألا يتجاوز عمره 30 عاما (ثلاثون عاما)
4. أن يكون لديه وقت للحضور والقيام بواجبات الدورة .
5. أن تكون لديه رغبة فى الاستفادة من القرآن، وأن تكون لديه قناعة بأنه يحتاج إلى الانتفاع بالقرآن كمولد للطاقة، ودافع العمل، ومغير للسلوك .
6. أن يكون أحد أبناء المؤسسة .
7. أن يجتاز اختيار القبول (المقابلة الشخصية)، ومحور هذا الاختبار معرفة مدى رغبته فى الانتفاع بالقرآن، وكذلك التعرف على ظروفه، وعمله، وإمكاناته، ووقته، ومستواه، ومدى تفرغه .
هيكل الدورة :
- المدة الزمنية المقترحة (سنة كاملة) تتخللها بعض الإجازات القصيرة .
- الدراسة 6 مرات شهريا كل مرة من 4-5 ساعات بواقع مرتين فى أسبوع ومرة فى الأسبوع الذى يليه .
- فى حالة الغياب بحد أقصى 3 مرات خلال الدورة يتم الاستبعاد وعدم استكمال الدورة .

منهج الدورة
هناك خمسة محاور تقوم الدورة بخدمتهم - على التوازى قدر المستطاع – وهى على سبيل الإجمال :
• أولا : وضوح الرؤية حول القرآن .
• ثانيا : تحقيق الوصال بين القلب والقرآن عند قراءة القرآن .
• ثالثا : بناء قواعد الإيمان من خلال القرآن .
• رابعا : مدارسة وحفظ لبعض سور القرآن .
• خامسا : التعرف على ضوابط التعامل مع النفس .
وإليك – أخى – بعض التفاصيل حول هذه المحاور .
أولا : وضوح الرؤية حول القرآن ووظيفته الحقيقية
ويتم خدمة هذه المحور من خلال العناصر الآتية :
1- الوظيفة الكبرى للقرآن هى الهداية .
2- مفهوم الهداية وجوانبها المختلفة .
3- المعجزة القرآنية وسر تأثيرها، وكيفية عملها في القلب والعقل والنفس .
4- الجيل الأول وكيف نجح القرآن معه هذا النجاح الباهر مع التعرف على نماذج متعددة لتعاملهم الصحيح مع القرآن .
5- تاريخ هجر القرآن وكيف وصل إلى ما وصل إليه .
6- تصحيح مفاهيم خاطئة حول القرآن مثل مفهوم التدبر، مفهوم حامل القرآن، مفهوم القرآنيين .
7- التعرف على نماذج قرآنية صنعها القرآن، كحسن البنا، وسيد قطب .
الكتب المقترح الاستئناس بها لخدمة هذا المحور ..
- أخلاق حملة القرآن للآجرى .
- كيف نتعامل مع القرآن لمحمد الغزالى .
- تدبر القرآن للسنيدى .
- مقومات التصور الإسلامى لسيد قطب .
- جيل قرآنى فريد من المعالم .
- التذكار فى أفضل الأذكار للقرطبى .
- فضائل القرآن لأبى عبيد بن سلام .
- المدخل إلى الدراسات القرآنية لأبى الحسن الندوى .
- نظرات فى كتاب الله لحسن البنا جمع عصام تليمة .
- منهج السلف فى العناية بالقرآن الكريم لبدر بن ناصر البدر .
- النبأ العظيم لمحمد عبد الله دراز .
- بالإضافة إلى بعض ما أكرم الله عز وجل به كاتب هذه السطور من كتابات حول القرآن مثل :
o العودة إلى القرآن .
o إنه القرآن سر نهضتنا .
o الكنز المهجور .
o حقيقة العبودية .
المحور الثانى :
تحقيق الوصال بين القلب والقرآن عند القراءة أو الاستماع للقرآن وذلك من خلال التعرف على الوسائل المعينة على تدبر القرآن والتأثر به ومتابعة تطبيقها فى ورد التلاوة .
والمستهدف من هذا المحور : تعويد الفرد على كثرة تلاوة القرآن بتفهم وتأثر حتى يصل لمرحلة عدم الصبر عنه، وأن يصبح وقت لقائه به أحب الأوقات إليه، وهذا لن يتم إلا إذا ذاق حلاوته، ودخل إلى دائرة تأثير معجزته، وشاهد آثارها فى ذاته بانشراح فى صدره، وشعور بالسلام الداخلى والطمأنينة، وبتولد الطاقة والقوة الروحية التى تدفعه وتحركه إلى الاستقامة على أمر الله فى كل المجالات والأوقات .
وهذا بلا شك يحتاج إلى دوام متابعة وتعاهد فى الدورة حتى يتم تحقيق هذا المستهدف ومع متابعة الوسائل المعينة على الفهم والتأثر حتى يتحقق الوصال بين القلب والقرآن سيكون هناك كذلك فقرة لاستعراض الخواطر الإيمانية المتولدة عن التلاوة اليومية للقرآن، والتى سيطالب كل فرد بتدوينها (كراسة التدبر)
المحور الثالث : بناء قواعد الإيمان من خلال القرآن
القرآن هو أفضل وسيلة لبناء الإيمان، وهو خير كتاب يؤسس العقيدة الصحيحة الصافية التى تثمر سلوكا إيجابيا .
فالإيمان ليس شيئا نظريا، أو قواعد تُحشى بها العقول، بل هو حقائق تشكل جزءا من يقين الإنسان، وتتشابك مع مشاعره وتحتل الجزء الأكبر فيها، فالمعرفة وحدها لا تكفى لإقامة صرح الإيمان وتأسيس قاعدته فى القلب، بل لابد من التأثر والانفعال مع هذه المعرفة بصورة مستمرة، وهذا ما يقوم القرآن بفعله بسهوله ويسر .
لقد كان القرآن فى السابق ومع الأجيال الأولى هو الوسيلة الأساسية لبناء العقيدة الصحيحة الصافية عند المسلم، ولكن بمرور الوقت، وابتعاد الأجيال اللاحقة عن القيمة الحقيقية للقرآن، وهجر الانتفاع به، تحولت العقيدة إلى كلام نظرى تمتلئ به الكتب ما بين قواعد وأصول وشروح وحواش ومختصرات، مما أدى إلى تضخيم الجانب المعرفى دون أن يصاحب ذلك إنشاء الإيمان فى القلب، فكانت النتيجة ابتعاد الواقع عن الواجب، والعمل عن العلم .
من هنا اشتدت الحاجة إلى العودة إلى القرآن، لتعلم الإيمان وبناء العقيدة التى تجمع بين اليقين العقلى والإيمان القلبى، ويظهر أثرها فى السلوك العملى بالاستقامة على أمر الله فى كافة الدوائر التى يتحرك فيها الفرد .
ومن الوسائل المعينة على ذلك تتبع معنى من المعانى الإيمانية خلال رحلتنا مع تلاوة القرآن كوسيلة سهلة ومتدرجة لبناء العقيدة الصحيحة .
فعلى سبيل المثال :
ندرس فى كتب العقيدة موضوع الإيمان بالغيب كمعنى محدد نريد معرفة أبعاده، فلماذا لا نفعل ذلك مع القرآن، ونستقى منه حقيقة هذا المعنى الإيمانى، ونجتهد فى تجاوب المشاعر معه ليصبح إيمانا راسخا فى قلوبنا ؟
أما وظيفة الدورة هنا : فيتم فيها استعراض المعنى من الناحية النظرية، واستثارة المشاعر نحو أهميته، واستعراض طريقة عرض القرآن له، ثم تطبيقات عملية على بعض الآيات يستخرج من خلالها الدارسون ما يدل على المعنى الإيمانى، ويطلب منهم أن يركزوا فى وردهم اليومى على التجاوب بصفة خاصة مع هذا المعنى، وأن يدونوا الآيات التى أثرت فيهم تأثيرا كبيرا ليتم طرحها خلال الوقت المخصص لهذه الفقرة فى الدورة، ثم التعليق عليها، ولكى تحسن استفادتنا أكثر وأكثر من هذا المحور، علينا أن نربط هذا المعنى الإيمانى الذى نعيشه فى رحلتنا المباركة مع القرآن بأعمال صالحة لها ارتباط وثيق به، فعندما نبحث فى القرآن ونتعرف على الله الوهاب المنعم يمكننا أن نستصحب فى هذه الفترة بعض الوسائل العملية لترسيخ التفاعل مع هذا المعنى وتثبيت مدولوله فى القلب : ككثرة الحمد، وسجود الشكر وإحصاء النعم .
ولقد تم شرح هذا المحور بشئ من التفصيل فى كتاب "بناء الإيمان من خلال القرآن" مع عرض عدة نماذج مقترحة يبنى بها الفرد إيمانه من خلال القرآن .
أما بخصوص المعانى الإيمانية التى سيتم التركيز على بنائها فى الدورة فهى :
- الإيمان بالله الواحد .
- الإيمان بالغيب .
- الإيمان باليوم الآخر .
- الإيمان بالله الودود .
- الإيمان بالله الحى القيوم ؟
باعتبار أن كل معنى من هذه المعانى يحتاج إلى التركيز عليه لمدة شهرين فى الدورة، وفى ورد التلاوة اليومية، وكذلك فى الأعمال المصاحبة .
المحور الرابع : مدارسة وحفظ سور : الكهف والملك والأعلى
حفظ آيات القرآن وسوره له دور فى تيسير الانتفاع بالقرآن، وكيف لا والحفاظ يمكنه أن يتلو القرآن فى أى مكان وإن لم يتيسر فيه وجود المصحف .
ومع هذه الأهمية إلا أنه يجب مراعاة أن يكون حفظ الآيات بالطريقة التى كان يفعلها الصحابة، فهم يمثلون الجيل القرآنى الذى تربى على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم فهم يمثلون النموذج الصحيح الذى ينبغى أن يحتذى به .
يقول أبو عبدالرحمن السُّلمى التابعى والذى تتلمذ على يد كبار الصحابة : "إنما أخذنا القرآن من قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخرى حتى يعلموا ما فيهن من العمل، فتعلمنا العلم والعمل جميعا، وأنه سيرث القرآن من بعدنا قوم يشربونه شرب الماء، لا يجاوز هذا، وأشار إلى حنكه .
وغير ذلك من الأخبار الكثيرة التى وصلت إلينا، والتى تؤكد عدم حرص الصحابة على كم الحفظ الذى يحفظونه بقدر حرصهم على فهم الآيات، والتعرف على جوانب الهداية فيها، وتطبيق ما تدل عليه من عمل، ويكفى أن عمر بن الخطاب ظل يحفظ ويدرس سورة البقرة اثنتى عشر سنة، أما ابنه عبدالله فحفظها فى ثمانى سنوات، وكلاهما مكث فترة طويلة جدا فى الحفظ .
ويتقرح لهذه الدورة حفظ ومدارسة سور : الكهف، الملك، الأعلى مع التركيز على هذه الجوانب :
1- التأكد من النطق السليم للآيات، والالتزام بأحكام الترتيل .
2- التعرف على جوانب الهداية والحقائق الإيمانية التى تضمنتها الآيات .
3- معرفة معنى ما أشكل فهمه منها .
4- معرفة الأحكام الشرعية التى تضمنتها (إن وجدت)
5- استخلاص واجبات عملية تدل عليها، وحبذا لو كانت الواجبات قليلة حتى يتسنى للفرد القيام بها والتعود عليها، مع التأكيد الدائم على عدم الانتقال إلى آيات أخرى حتى يتم تطبيق تلك الواجبات، ولو استغرق ذلك بضعة أيام أو أسبوع أو أكثر .
ومن خلال هذا المحور أيضا سيتم التدرب على كيفية تحفيظ الأولاد للآيات مع معانيها الهادية بالقدر الذى تتحمله عقولهم، مع التركيز على الجانب العملى فيها .
المحور الرابع : الجانب النفسى
والمقصد منه التعرف على الضوابط التى تضبط النفس وتكبح جماح زهوها وغرورها، وبخاصة إذا ما حدث فتح من الله عز وجل، وتم الوصال بين القلب والقرآن .
وهذا الجانب الهام سيتم خدمته من خلال دراسة كتاب "حطم صنمك وكن عند نفسك صغيرا" مع التواصى بواجبات عملية تؤكد هذا المعنى .
الاختبارات والتقييم
سيكون هناك بمشيئة الله اختبارات دورية مع التقويم المستمر، وسجل متابعة لكل فرد على حدة.
ومن خلال الدورة، وما سيتم فيها – بإذن الله – من معايشة لأفرادها، والتعرف على مدى تفاعلهم، ومن خلال الأسئلة المطروحة، ونتائج الاختبارات، والتقويم المستمر ستظهر بوضوح مستويات الأفراد ومدى تفاعلهم مع القرآن .
ومن المتوقع بعد نهاية الدورة أن نجد أمامنا هذه الأصناف :
الصف الأول :
أفراد تأثروا وانتفعوا بالقرآن، إلا أنه لم يهيمن عليهم، ولم يصلوا لمرحلة مداومة تلاوته، وعدم إمكانية الصبر عن لقائه، وأيضا لم تحدث تغييرات جوهرية فى سلوكهم واهتماماتهم .
وهم بذلك لا يصلحون كنماذج قرآنية، ومن ثم لا يمكن أن يسند لهم مهمة التدريس للأفراد الجدد، ويكفى ما وصلوا إليه من حبهم للقرآن .
الصف الثانى :
أفراد تأثروا وانفعلوا، وهيمن عليهم القرآن هيمنة صحيحة، وأحدث فيهم التغيير المطلوب، لكن ليست لديهم الإمكانية لنقل المعلومة، والتدريس، والتأثير فى الآخرين .
هؤلاء يمكن الاستفادة بهم كمساعدين فى الدورات أو حلقات التحفيظ .
الصنف الثالث :
مثل الصنف الثانى، ولكن لديهم الإمكانية لتعليم الآخرين والتأثير فيهم .
هؤلاء يتم تقسيمهم لقسمين حسب المستوى :
القسم الأكفأ تأثرا وتغيرا : يقوم بمهمة التدريس فى دورات إعداد النماذج القرآنية .
القسم الآخر : يتولى القيام بمهمة التحفيظ فى الحلقات القرآنية (كتاتيب – حلقة مسجدية – تحفيظ أولاد بالمنازل - ...)

وفى النهاية :
فهذه رؤية مقترحة لمشروع النماذج القرآنية منتظر ملاحظاتكم واقتراحاتكم واستفساراتكم .
والحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله .. وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى